المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الإستراتيجية

The Palestinian Center for Research and Strategic Studies

وجهة نظر

19-12-2020

منذ 3 سنوات

وجهة نظر 19/12/2020

شهدت الدبلوماسية الفلسطينية نجاحات مهمة في العقد الأخير، وبدأت فاعلة، بحيث عززت مكانة دولة فلسطين في غالبية المؤسسات الدولية، وكذلك في ايصال الرواية العادلة للشعب الفلسطيني وكسبت احترام غالبية العالم.
هذا الأمر يشهد له العدو والصديق، كذلك الخصم والمعارضَ، إلا أننا تابعنا في 2020، هذا العام الذي تلقينا به كشعب وقيادة، وقضية العديد من النكسات، على الصعيد العربي، وبدأ البعض وكأنه تفاجئ بما تم في إعلان العلاقات الاسرائيلية مع بعض الدول العربية (التطبيع) كما يتعارف عليه بالإعلام.
هذا الأمر يجعلنا نطرح سؤالا، هل وجود قيادة أمريكية على شاكلة الرئيس ترامب هي السبب، أم أن هناك تحولات حصلت في المنطقة العربية والإقليم على ضوء ما حصل منذ 2011 تحت عنوان "الربيع العربي"، أم أن هناك ثمة قصور في الدبلوماسية الفلسطينية، أو كل ما سبق.
نحن هنا نؤكد أن هناك أمورا كبيرة جرت في العالم والاقليم والمنطقة، وخاصة على الصعيد العربي، وما كان يحدث ما حدث بهذه السرعة، لو لم يكن ما كان (الربيع العربي)، وهنا ليس دفاعا عن النظم، بقدر ما هو خوفا على الدولة الوطنية العربية، التي باتت مهددة من الداخل.
وفي وجهة النظر هذه، نقول كان بالإمكان أفضل مما كان، لو تحركنا بشكل جيد، وراقبنا ما يحدث من تطورات في ظهيرنا العربي، وعملنا بجهد أكبر، ان كان على الصعيد الرسمي أو غير الرسمي.
وهنا نود التأكيد بأن تفعيل طاقة الشعب الفلسطيني، بكافة قواه الثقافية والسياسية والمنظمات الأهلية والمجتمع المدني، ...ألخ، كان من الممكن ان يقلل من المخاطر التي تواجه قضيتنا خاصة على صعيد (التطبيع).
وكان من الممكن أن نفعل الدبلوماسية الشعبية، الدبلوماسية الناعمة الفلسطينية والتي تمتلك قدرات هائلة، خاصة أن شعبنا متواجداً في كل الساحات ولنا تجربة مع جاليتنا الفلسطينية بالشتات، التي حاصرت دولة الاحتلال.
الدبلوماسية الشعبية المؤطرة والمنظمة والموجهة، كانت ستمنع أو تأخر أو ستقلل من الاندفاعة من بعض دولنا العربية تجاه دولة الاحتلال، من خلال وضع النخب والمثقفين والاقتصاديين وصانع القرار في هذه الدول، في حقيقة هذه الدولة العنصرية والمتطرفة والتي لا تحترم الاتفاقيات، وان قامة علاقات مع دولة الاحتلال، سيؤثر على قضيتنا ويقدم غطاءً لدولة الاحتلال "ويشرعنها".
من هنا رسالة للقيادة الرسمية وللخارجية الفلسطينية ولكل المهتمين، أطلقوا ايدينا لنعمل سويا، ونبذل جهدنا الايجابي مع الأخوة في دولنا العربية وشعوبنا، بأكبر حملة ممكنة، وبدون انفعال، كي نحقق الهدف ونحاصر دولة الاحتلال، بدلا من أن تحاصرنا في عقر دارنا، ونفعل الدبلوماسية الشعبية، جنبا الى جنب مع الوحدة الداخلية ونعمل على تصعيد مقاومتنا الشعبية، هكذا نحد من الخسائر، ونعزز علاقتنا مع شعوبنا العربية، والابقاء على العلاقة مفتوحة مع الدول التي طبعت (لا ضرر ولا ضرار).

المركز الفلسطيني

للبحوث والدراسات الاستراتيجية

فلسطين، رام الله، حي المصايف

فاكس: 0097022920215    هاتف مباشر : 0097022920164

البريد الالكتروني - pcrss.org.ps@gmail.com