المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الإستراتيجية

The Palestinian Center for Research and Strategic Studies

د. المصري: علينا تحديد موعد الانتخابات باجتماع المجلس الوطني ومطالبة الجامعة العربية بالوساطة.

خلال مقابلة له مع دنيا الوطن

منذ 8 سنوات

رام الله - دنيا الوطن
طالب القيادي الفلسطيني محمد المصري مدير جهاز المخابرات بغزة سابقا المجلس الوطني بالاجتماع وتحديد موعد اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية .
واقترح المصري الطلب من الجامعة العربية بالتدخل في حال رفض اي طرف من الاطراف اجراء الانتخابات .
الى نص المقابلة كاملة ..
قبل الإجابة على اسئلتك، دعني أتقدم بالتهنئة بمناسبة عيد رمضان المبارك لأسرة تحرير دنيا الوطن ولكل أبناء شعبنا، هذه الصحيفة الوطنية التي تحمل هموم شعبنا وأصبحت منبرا للجميع، وأخص بالشكر والتهنئة الصديق أ.عبد الله عيسى رئيس التحرير متمنيا له الصحة والعافية والتوفيق.
أهلا بك:

نبدأ معكم بخصوص ملف المصالحة, وهل صحيح أن مؤسسة الانقسام الفلسطيني هي أكثر المؤسسات الفلسطينية شرعية وبقاءً ؟؟

إن القائمين والمستفيدين من الانقسام، يعرفون تماما بأن الاتجاه العام لدى شعبنا، لا يفكر بالانقلابات، وبوصلته متجهة نحو الاحتلال والانعتاق منه، كما أن هناك عامل خارجي، يساعدهم، حيث أن الانقسام يضعف مناعة شعبنا ويخدم الاحتلال الاسرائيلي، والجميع يعلم بان نجاح الانقلاب، كان بالنتيجة خدمة لأهداف واستدامة الاحتلال، الذي يتعمق أكثر فاكثر بالضفة الفلسطينية.
وهنا لا بد الإشارة إلى أن الشريحة المستفيدة من الانقسام تتقاطع مصالحها والاحتلال، صحيح أنه شعبنا لن يثور أو يتحرك تجاه هؤلاء، ولكنه لم ولن يسامحهم، وسنرى ذلك جليا في مكانه وزمانه, وسيعاقبهم عبر صناديق الاقتراع، وسيسجل في التاريخ الوطني الفلسطيني، بأن حفنة قليلة اختطفت قرار الشعب واعاقت تحقيق تطلعاته.
إن قرار انهاء الانقسام، لن يكون صعبا إذا تخلينا عن عصبياتنا الفصائلية والمصالح الشخصية. ثماني سنوات ومؤسسة الانقسام تتعزز، وغزة تدفع الثمن، خدمة لمصالح خارجية وبالرغم من كل ذلك إلا أننا ما زلنا نراهن على شعبنا الذي واجه الآلة العسكرية للمحتل، لن يتأخر أن يقول كلمته.
أما على صعيد الجديد في ملف المصالحة، فهو شعور المواطن بفقدان الثقة الكاملة، وأنه بدأ يعزز ويحدد ويعرف بأن مؤسسة الانقسام قوية وتستقوي على الشعب بالحديد والنار وبالموقف الإسرائيلي الذي يرفض المصالحة، وبأن المراهنات على تحقيق اتفاقات مؤقتة أو هدنة طويلة مع الاحتلال، لن تجلب إلى قضيتنا إلا مزيداً من الضعف، وإن شهوات البعض بإقامة " مناطق حكم" ومحاولة الاستدامة عبر حلول خاصة بقطاع غزة ستفشل، لأن شعبنا وخاصة في قطاع غزة يرفض هكذا مشاريع.
ودعني أقول لك، مهما بلغت قوة " مؤسسة الانقسام" فلن تأخذ شرعيتها من شعبنا، والشرعية الشعبية لن تعطى لمقسمي الوطن مهما طالت مدتهم بالحكم.
وهذا الموضوع يجعلنا نتحدث عنن الشرعيات، وضرورة تجديدها.

ما رأيك بانتهاء أو تآكل أو ضعف أو غياب الشرعيات الفلسطينية، وهل ترى ضرورة أن يكون هناك توجه إلى إصلاح هياكل البيت الفلسطيني كلها؟

نعم، نعم وبكل تأكيد ولكن اسمح لي أن أعيدك لفترة عودة القيادة الفلسطينية. بعد إعلان المبادئ (أوسلو), فقد خرج علينا هؤلاء، واعتبروا اتفاق اوسلو من الكبائر ولم يعترفوا به، وانا من الذين كنت أرحب بان يكون لدينا قوى سياسية رافضة لهذا الاتفاق، الذي حمل في طياته بذور الخلاف، بين مؤيد ومعارض، وكنت أعتبر أن وجود خطاب يحصن الموقف الفلسطيني في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية، ويبقى على التعددية داخل مجتمعنا مسألة صحية. ولكن الذي جرى فيما بعد, أن حماس شاركت بالانتخابات عام 2006، وفازت بالانتخابات، وقلنا خير، فلتكن هذه التجربة الديمقراطية مدخلا لوحدة الشعب في مواجهة المحتل.
وهنا اسمح لي بالتوقف أيضاـ لأذكر الجميع بأن من كان يتعفف عن الحكم والسلطة، أصبح الآن يمكن أن يذهب إلى أبعد مما توقعنا منه، من اجل البقاء في الحكم، مهما كلف الأمر، كل شيء جاهز للإفتاء والشرعنة، وغزة تعيش الحصار، وأبناؤها يدفعون الثمن، ثماني سنوات لا بنية تحتية ولا وظائف ولا بناء مدارس ولا بناء مستشفيات.... الخ، لماذا؟ الا يمكن للفرقاء التوصل إلى اتفاق، بل اتفاقات، وعلى الرغم من خمس اتفاقات في عدة عواصم عربية لم ينفذ منها شيء، والاتهامات وصلت حد التخوين، وعدم الاعتراف بالآخر.
وحتى لا نطيل بالإجابة، اتفق معك هناك ضعف وحالة تشكيك بالشرعيات ما هو الحل اذن؟ أقول إن م.ت.ف هي من عقدت الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والمرجعية الشرعية الدستورية لشعبنا المجلس الوطني، فليعقد المجلس الوطني جلسة مكرسة فقط لمناقشة ذلك، ويتخذ قراره بوجوب اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية على اساس التمثيل النسبي في الضفة الفلسطينية وغزة والقدس، وحينما يسمح الوقت والظروف، تكون هناك انتخابات للمجلس الوطني نفسه.
حينها من يقاطع هذه الانتخابات، سيقاطعه الشعب، فقط نحدد تاريخ اجراء الانتخابات، ونلجأ إلى الجامعة العربية لمساعدتنا في حقنا الديمقراطي بأن يقول الشعب كلمته، ويختار قيادته ومن يحوز على أصوات الشعب أهلا وسهلا به، ليمثل شعبنا ويحمل الراية ويواجه الاحتلال بالطرق التي يراها مناسبة، والشعب سيكون خلفه. إما التلكؤ والتردد والأيادي المرتعشة، ستزيد الانقسام انقساما، وتصبح عملية الوحدة بعيدة المنال، ويبدأ البعض يفكر بحلول، لا تخدم القضية الوطنية، بل دعني أكون أكثر جرأة في القول من الممكن أن نبدأ بالبحث عن علاقة ما بين غزة والضفة، تتلاءم مع الظروف، خاصة وأن غزة في دائرة الخطر. خطر الانقسام وخطر قوى التطرف، الأمر الذي يفتح الباب على تدخلات اقليمية لا تبقي القرار فلسطينياً فقط.

على ضوء انسداد الأفق السياسي على المدى المنظور، والرفض الاسرائيلي والانسحاب الفرنسي والصمت الامريكي والانشغال العربي، كيف ترى خريطة العمل الفلسطينية؟ أو ما هي الأولويات التي تراها ضرورية جدا الآن؟

أعتقد بأنك تتفق معي بأن حركة فتح، هي التي أطلقت الثورة، وهي تشكل تياراً كبيراً داخل الشعب الفلسطيني، وهنا لا أقلل من أهمية فصائل العمل الوطني، ولكن فتح نفسها تقول أن اوضاعها ليست بخير، فعليها أولا ترتيب بيتها الداخلي، وهذا يمكن انجازه من خلال انعقاد المؤتمر الوطني القادم، والذي سيعالج الوحدة التنظيمية، والمراجعة السياسية، ويحدد معالم المرحلة المقبلة على الصعيد الوطني. كذلك الأمر فإن أوضاع م .ت.ف ليست أقل سوءا، فلماذا لا ينعقد الاطار القيادي، وتناقش من خلاله إعادة هيكلة المنظمة، وترتيب الأوضاع الداخلية، وقلنا سابقا بأن الذهاب للانتخابات، سيعطي شعبنا فرصة لاختيار قيادته, وهنا أنا أؤكد على الشرعيات وخاصة مؤسسة الرئاسة، وأن المجلس الوطني هو البيت الفلسطيني، بالرغم من قناعتي بأن الذهاب للانتخابات لا يعني انهاء الانقسام، لأن إنهاء الانقسام، مرتبط بموقف واضح من الكل الوطني، بتفهم طبيعة التهديدات والمخاطر التي تواجه شعبنا وقضيتنا، هناك ثمة متغيرات طرأت بالإقليم بعد " ما سمي بالربيع العربي" جعلت الاقليم على صفيح ساخن, الدولة الوطنية مهددة، الجيوش العربية تنكسر في العراق وسوريا واليمن وفي ليبيا لم تعد موجودة وفي طريق التقسيم، وأصبحت خزان للسلاح والتطرف، والله يحمي مصر، لأن أعداءها ما زالوا مصرين على ضرب وحدتها وجيشها، فنحن وحدنا إن لم نصحوا ونوحد صفوفنا، لن يكون لنا كيان سياسي موحد.
أنظر ماذا يحدث ؟ غزة تحاصر من قبل إسرائيل وتهدد من قبل التكفيريين، والانقسام يتعمق يوما بعد يوم, اذن, لا بد من خطوات حاسمة يفرضها الواقع ويتطلبها الوطن.

هذا يدفعنا للحديث عن ما يجري في سيناء وهو خطر القوىالمتشددة والتكفيرية ، وهناك من يطرح أن هذه التنظيمات تريد إقامة دولة هناك على غرار ما يجري في سوريا وليبيا، فهل لك أن توضح طبيعة وهدف ما يجري هناك، وما علاقة قطاع غزة بذلك؟ وهذا يجر سؤالا هاما آخر، وهو، كيف ترى دور السلطة الوطنية في إنقاذ شعبنا في القطاع؟


في البداية أود التأكيد، بأن هذه التنظيمات التكفيرية يمكن أن تهدم كيانات وتهز عروش البعض، ولكنها لن تكون قادرة على بناء دولة، وان كل ما يحدث هو حالة من الفوضى والتي يمكن ان تستمر آثارها لسنوات ليست قليلة. أما فيما يخص سيناء فهي جزء أصيل من السيادة المصرية، وأن القيادة الحالية المصرية وجيشها الوطني لن يسمحا بأن تنتزع هذه التنظيمات التكفيرية شبرا واحدا من سيناء، وأنا أثق بعقيدة ووطنية الجيش المصري, ولكن الهدف الحقيقي هو اشغال مصر عن دورها القيادي, أذ لا تريد بعض الأطراف الاقليمية ان تعود مصر لتقود المنطقة العربية ، مصر بقيمتها العددية والنوعية ومساحتها وموقعها عصية عن الانكسار، بالرغم من الظروف التي لن تدوم.
وقطاع غزة تاريخيا كان وسيبقى عنوان الوطنية والقومية، ومصر وأمنها يهم الشعب الفلسطيني، ولا يوجد وطني فلسطيني يفكر بالمساس بأمن مصر، وكل من يعبث الآن ويحاول التشويش، سيندم، وانا كلي ثقة بشعبنا وفصائله الوطنية، بأنهم أحرص من يذهبوا باتجاه معاداة مصر وجيشها.
لكن أعترف بأن هناك ثمة مصالح على جانبي الحدود بين غزة ومصر، قد يستفيد منها البعض، وقد يتهاون البعض، وقد تكون بعض المنافع أو حتى بعض المجموعات المتطرفة التي تقطن غزة ولها امتدادات في سيناء أو العكس، هي التي تقوم بالعبث بأمن مصر، ويقتل جنودها وشرطتها. وهنا على كل وطني غيور، بأن يقف ويفكر، بان هذا العمل والسماح به يؤسس لعلاقة سيئة ويضر بأمننا القومي والوطني، ويبنى عليه مواقف ليس في مصلحتنا الوطنية، فلتذهب الحكومة الفلسطينية إلى قطاع غزة وتبسط سيطرتها على الحدود حسب الاتفاقات وتتحمل مسؤولياتها الوطنية، وتوقف أي تجاوزات، وتحمي مصالحنا الوطنية والقومية، وكيف يمكن ذلك، والحكومة لم تُعطً الفرصة لبسط سيادتها، وانا أقول صحيح الاتفاقات التي تم التوافق حولها لم تُعطِ السلطة الحق في بسط السيادة الأمنية بقطاع غزة الآن، لكن موضوع سيناء والحدود والمعابر، موضوعات مفصلية، يجب التوافق حولها بشكل سريع، ولا تترك الأمور هكذا، وهنا أحذر بأن تنامي القوى التكفيرية في قطاع غزة سيجعلنا ندفع الثمن جميعا على الصعيد الوطني، وأولنا حركة حماس التي تحكم قطاع غزة الآن, انظر ماذا حصل من تفجيرات في غزة اليوم الأحد في التاسع عشر من الشهر الحالي, حيث التفجيرات التي هدفت لزعزعة الأمن بروفة (اول الرقص حنجلة)، هذا غير مسموح به، ويجب أن لا يفقد أبناء شعبنا الأمان الداخلي بعد أن فقد الكثير, وحركة حماس ستصطدم آجلا أم عاجلا مع هذه القوى. لأن حماس ليست تكفيرية أولا، ولأنها لا تريد أن توصف بالإرهاب, ثانياً: ولأنها لا تريد ولن تسمح لأحد أن ينازعها السلطة, ثالثاً والأهم من هذا كله، شعبنا لن يستطيع تحمل هذه الظاهرة البعيدة عن ديننا السمح، والتي ستدمر كل شيء، بل ستذهب بقطاع غزة بعيدا عن الوطن، وسنرى خلال الأيام القادمة حالة التفاف وتوافق وطني شامل في محاربة هذه الظاهرة الغريبة.

برأيك، هل يمكن للمسعى الدولي الذي تنتهجه السلطة أن يؤدي إلى نتائج أم أن هذا المسعى كان يهدف إلى عدم مواجهة إسرائيل في الميدان، وبسبب أنه الأقل كلفة، وبسبب أنه قد يدفع إسرائيل إلى التفاوض. يعني هل تعتقد أن الذهاب إلى المحافل الدولية هو التفاف على استحقاقات كثيره؟


سامحني إن قلت أن السؤال ملتبس، ويحمل في طياته عدم قناعة بالتحرك السياسي على الصعيد الدولي، وهنا أود التأكيد بأن حالة الاشتباك مع الجانب الإسرائيلي ليست بمستوى تحديات الاحتلال، وهذا يعود لأسباب ذاتية وأسباب موضوعية، وناتج عن حالة التراجع العام التي أصابت المنطقة، وأن هناك مناطق ساخنة شغلت العالم أكثر من القضية الفلسطينية، إلا أن تحرك القيادة الفلسطينية والتي يقودها الرئيس أبو مازن على الصعيد الدولي، هي جزء مما تقوم به القيادة، إن كان على الصعيد السياسي، أو الدبلوماسي أو القانوني، كل هذا يساهم في تجنيد المجتمع الدولي إلى جانب قضيتنا، مما يساهم في عزل الحكومة الإسرائيلية، وما ينقصنا هنا، هو العمل على صعيد الجبهة الداخلية، وفي البدء انهاء الانقسام مهما كلفنا هذا من تقديم تسويات، تجعلنا نخرج من هذا المستنقع وترتيب البيت الفلسطيني، وخاصة م.ت.ف وانجاز الانتخابات التشريعية والرئاسية بأسرع وقت ممكن ،ومن ثم الاتفاق على استراتيجية موحدة في مواجهة الاحتلال.
التحرك الدولي جيد، ولكن إذا لم يكن بيتنا الداخلي موحدا، لن نصل إلى حقوقنا وستذهب ريحنا.
https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2015/07/20/745782.html?fbclid=IwAR2eybN-HIzlxxJls17auZbf9wymCihZiXAmk1w5FBiimFhvw4tfpkQOXek#ixzz3gXpZk9kR

المركز الفلسطيني

للبحوث والدراسات الاستراتيجية

فلسطين، رام الله، حي المصايف

فاكس: 0097022920215    هاتف مباشر : 0097022920164

البريد الالكتروني - pcrss.org.ps@gmail.com