The Palestinian Center for Research and Strategic Studies
أخي الشهيد أبو لؤي... ما يزال القاتل لا يعترف بفعلته !!
اللواء د. محمد المصري
4 years ago
تحضر الذكرى الثالث عشرة لاستشهاد شقيقي
عيد المصري " ابو لؤي" وابنه ابراهيم، وكذلك فرج ابن شقيقي الثالث ...،
تحضر بدقائقها ولحظاتها المؤلمة، بكل كثافة الدم وطهارته وقدسيته، وبكل بشاعة
القاتل وقسوته وغروره. تحضر هذه الذكرى في مثل هذا اليوم الحادي
عشر من حزيران من العام 2007، لأستعيد كل التفاصيل، كيف تم ايقاف سيارة لؤي ابن
الشهيد ابو لؤي، وكيف أطلق ملثمون النار على قدميه، ويتداعى الى خاطري، كيف هب
الشهيد ابو لؤي مع شباب العائلة لإنقاذ لؤي وايصاله للمستشفى، ثم كيف حصل الاشتباك
بين ابناء عائلتي والملثمين الذين لم يتوقفوا عن إطلاق النار حتى عندما التجأ
شقيقي ومن معه الى المستشفى. ظل إطلاق الرصاص يتناثر كالحمم البركانية الى درجة ان
العاملين في المستشفى لم يستطيعوا المغادرة او العمل، وحتى ان المستشفى تضرر فعلاً
من آليات تابعة له كسيارات الاسعاف. كان قتلاً لئيماً وبارداً وبقرار، كان
قتلاً سيئاً غير متكافئ، كان عملاً اسود يراد منه الردع عن كل من الافعال والاعمال
والاقوال. كان القتلة ملثمين، لأنهم كانوا الى الميليشيات أقرب، وعن القانون ابعد،
كانوا ضد الاجماع الوطني، وضد كل ما اتفق عليه الفلسطينيون، فقد استباحوا الدم
الفلسطيني، وهتكوا الثوابت الفلسطينية، وارتكبوا المحرمات الوطنية، ارادوا بدء
تاريخ جديد للشعب الفلسطيني، تاريخ اطاره الانقسام وتفاصيله الاختطاف وهدفه
الانفصال واقامة دويلة لا تستطيع ان تدوم لأنها خارج خيمة الوطن ونخلته. ثلاثة عشر عاماً مرت ولم تقم عائلة المصري
خيمة عزاء للشهداء، لان لا عزاء لهؤلاء سوى بالعودة الى حضن الوطن وانهاء الانقسام
والفتنة والاختطاف. لا عزاء لهؤلاء سوى العودة الى حضن اهله، ولا عزاء سوى
المصالحة المجتمعية الشاملة، المصالحة السياسية التي تكفل لكل طرف حرية المشاركة
في القرار وصنعه. اخي الحبيب ابو لؤي... اعدك ان العدل
سيتحقق، والجاني مهما طال الزمن سيعترف بجرمه وان هذا الظلم سيزول، لان هؤلاء الذين
وقفوا خلف المجرمين، مشروعهم ووهمهم سيتبدد، وسيدركون ان الرهان على المحتل، لن
يوصلهم لتحقيق ماّربهم. وحتى ذلك الحين، فإن القاتل ما يزال
مستعداً للقتل والاختطاف، وقد فعلها مراراً وتكراراً، ما يزال القاتل طليقاً لم
يستعد حتى اللحظة للاعتراف بالحق أو حتى مناقشته، ما يزال القاتل طليقاً مصراً على
فعلته غير مستنكر لها، بل على العكس من ذلك، فهو يعتبر ان ما فعله كان تصحيحاً
للأوضاع وليس انقلاباً عليها. دمك غالي والحق لا يضيع وحتى ذلك الحين،
فإننا ما نزال كلنا – الوطن والافراد معاً- في ازمة عميقة تكبر كل لحظة، الى درجة
ان المشروع الصهيوني يسجل نقاطاً لصالحه، ويقتطع من حقوقنا جزءاً جزءاً، ويزور
حكايتنا امام العالم، ويستفيد من انقسامنا وتباعدنا وتباغضنا. تلك اللحظات الاليمة، في ذات الوقت فإن
قلبي وعيني تستشرف المستقبل الواعد بدولة وحرية وكرامة وسلام... يرونه بعيداً
ونراه قريباً..